السبت، 12 ديسمبر 2009

وصول

يحكى ان :
استيقظت عصفورة من النوم ..بعد حلم زادها قلقا..حلمت بالغراب الحكيم اتيا لها في صورة رسول ونبي ببشارة..ورغم ان الحلم زادها قلقا ..لكنه حرك فيها الحلم القديم بالهجرة ..كعادة كل الأنبياء ..

ولأن الغراب اخبرها ان السر يكمن في المحيط ..حلمت في الليلة التالية بالمحيط ..مياه زرقاء..عكس تلك الصفراء فى بحيرتهم الراكدة ..وسماء حقيقية ..لم ترها ابدا.. لان الأشجار التي ملأت الغابة ..تشابكت فروعها وتداخلت بحيث اختفت السماء وحلت سماء اخرى من اوراق الأشجار الذابلة والجديدة ..اعتبرتها حيوانات الغابة سماءا حقيقية ..وتوجهوا اليها كلما ذهبوا للصلاة .

فى الصباح وبعد حلم المحيط..قررت العصفورة الهجرة شمالا ..خاصة ان امها كانت اخبرتها مرة عندما كانت صغيرة ..انهم اصلا من عائلات الطيور المهاجرة ..وان الاصل فى نوعهم ان يزورا المحيط مرة كل سنة ..وانها لو ذهبت لشاطئ المحيط ..سوف ترى اقارب لها ..بهرهم المحيط وقرروا ان يستقروا بجواره..قالتها باشمئزاز..ثم اتبعتها بفخر .." رفضت عائلتنا الهجرة الدائمة او الموسمية..واستقروا فى الغابة ..لانها المكان الذي ولدوا فيها ".. ثم قالت اشياء عن"ان من فات قديمه تاه" .. لكنها لم تحدد بالظبط اي قديم كانت تقصد..

عندما اخبرت العصفورة امها عن الهجرة..ثارت الأم واتهمتها بالجنون ..لكن العصفورة الصغيرة اصرت على الرحيل ..رغم بكاء الأم وتوسلاتها وحتى تهديدها بالحرمان من الميراث..

لم تهتم ..كانت قد قررت ...وطارت ..طارت ..حالمة بمياه زرقاء ..وسماء حقيقية..

فى الرحلة الطويلة من الغابة الى شاطئ المحيط ..والتى استغرقت سنوات من عمر العصفورة الصغيرة ..كانت تتساءل ..ولماذا ببساطة لا يوجد المحيط بجوار الغابة ..لماذا كل هذا الشقاء لنصل؟..ولأنها كانت وحيدة ..لم تجد من يجيبها ..لكن عندما حل الظلام ..واستغرقت العصفورة في احلامها ..حتى نامت ..حلمت بالغراب الحكيم ..يدنيها منه ..ويخبرها بسر الأسطورة ..أن الحقيقة عندما ولدت ..كان ضوءها ساطع جدا ..وأقوى من ضوء النهار..لدرجة ان الشمس غارت منها ..ودبرت لها مكيدة ..بأن ارسلت لها شعاعا على شكل هدية ..عندما رأت الحقيقة هدية الشمس ..فرحت بها ..ولأنها كانت حيادية ..فتحت الهدية بحسن نية..خرج الشعاع من العلبة بسرعة واخترق جبهة الحقيقة ..وظل ملازما لها ..ينعكس على وجه كل من يقترب منها ..فيعميه ..ولا يعرف اذا ما كانت مايراه حقيقة ام وهم ..وعندما عرفت الحقيقة ما حدث..هربت الى المحيط ..حيث كان انعكاسها على المياه ..يؤكد وجودها ..لمن يراها .. أغتاظت الشمس ثانية ..وبعد رحلة قصيرة في السماء ليلا والناس نيام ..ظهرت في اليوم التالي مشرقة ..وأكتشف الجميع أختفاء المحيط والحقيقة معه .

أستيقظت العصفورة ..تنظر الى الشمس بريبة ..هل يمكن أن تشكك في الشمس ..انها نهاية العالم اذن.! ألهذا جاءها الغراب الحكيم ؟..ايمكن ان ما يقوله هو الحقيقة؟..هل هناك أمل ببداية أخرى؟

بعد عدة سنين من الطيران..رأت فيها العصفورة معجزات تهبط من السماء ..وأخرى تصعد اليها ..أشباح هائمون ..وطيور حديدية ضخمة ومسرعة ..أجواء صافية ..واخرى تنذر بالخراب..
بمرور الوقت ..بدأت أحلامها في الأختفاء..لم يعد الغراب يزورها في احلامها..تسرب منها ماكنت تعتقد انه جزء منها ..

فقدت الثقة في الشمس ..وفي ضوئها ..وفي عينيها وماتراه ..أصبحت ترى وهي مغمضة العينين ..واحيانا لا ترى وهما مفتوحتان سيتقبلان النهار والسماء..لكن في معظم الأحيان كانت ترى ..لكن لا تصدق..
بدأ عقلها في الذوبان ..لم تعد تذكر هل كانت عصفورة أم طائر رخ..أم تنين ينفث النار؟؟

..وقبل أن تسقط لاح المحيط أخيرا من بعيد ..ازرق صاف مبهر..نداء الغراب الحكيم تردد بقوة في اذنها.."في العمق يا عزيزتي..في القاع يا صغيرة ..سيتحقق وعد الرب على يديكي..انتي أول نبية..وانتي الرسولة الأخيرة ..انتي كلمة الله وأمره...أنتي بشارة العالم الجديد ..الحرية والعدل والمساواة ..بدون ثورات ..فقط بالفطرة ..لكن في العمق فقط ستختمي بخاتم النبوة .."

أسرعت العصفورة ..المحيط يقترب ..وهي تقترب.. لم تخف الموج العالي..الغاضب لانها اعتقدت بان قدرتها على السباحة ..مساوية تماما لقدرتها على الطيران ..ومادامت تستطيع تحريك جناحيها على كل حال ..

..الطبيعة الساحرة الشريرة العمياء..تناديها ..تعدها ..تؤكد..

مرة أخرى ..تختلط كل الألوان ..لم تعد تعرف احلامها من واقعها ..متى أخبرها الغراب الحقيقة؟ ..ومتى كانت وعوده أوهام من صنع لحظة شوق للخلاص؟ هل يمكنها التفرقة ؟..وهل تصنع معرفتها فارقا؟..أم هي محددة بمصيرها .. ومصيرها مطبق عليها لا محالة؟..هل للمحيط وجود؟..أم مثل العائلة التي تركتها ورائها فأمست..اسم فوق اسم ..ورائحة لا تتكرر..واشباح دموع وابتسامات؟

في اندفاعها..لم تهتم العصفورة بالنظر على الشاطئ ورؤية الحقيقة التي أرادت رؤيتها منذ الحلم الأول ..فقط أغمضت عينها وأمالت جناحيها الصغيرين..دارت دورة واحدة صغيرة ..واندفعت نحو العمق ..وقبل الأرتطام بلحظة فتحت عينيها فجأة بلا سبب ..رأت أنعكاس الحقيقة على المياه..فابتسمت ..اغمضت بسرعة ..وغاصت في المحيط.

هناك 3 تعليقات:

Ahmose يقول...

ياليتنى كنت سمكه :D

غير معرف يقول...

WOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOW

حداويت يقول...

جميل كحدوتة ..ناقصه شوية اجتهاد في اللغة .. لازم تصنعي لغتك الخاصة .. اللغة جزء مهم قوي م الإبداع .. بيتهيألي يعني .. مجرد رأي ..